ما هو العلاج المناعي للسرطان وهل له أثار جانبية؟
كثير من المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي وجدوا آملاً جديدًا مع العلاج المناعي للسرطان. فهو لا يهاجم الورم بشكل مباشر، بل يُحفز الجهاز المناعي ليتعرف على الخلايا السرطانية ويواجهها بنفسه. في هذا المقال، نستعرض كيف يعمل العلاج المناعي، ولماذا يُعد أحد أبرز التطورات في علاج السرطان في العصر الحديث.
ما هو العلاج المناعي للسرطان؟
العلاج المناعي للسرطان (Immunotherapy) نوع من أنواع العلاجات الحديثة التي تُستخدم لتنشيط الجهاز المناعي في الجسم وتمكينه من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية.
تتنوع طرق إعطائه حسب نوع السرطان ومرحلته، فقد يكون على شكل حقن وريدي أو أدوية تؤخذ عن طريق الفم أو كريمات موضعية أو حقن مباشر داخل المثانة.
ما الفرق بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي؟
يختلف كل من العلاج المناعي والعلاج الكيميائي في آلية العمل والآثار الجانبية وسرعة الاستجابة، وهو ما يوضحه الجدول التالي:

هل العلاج المناعي أقوى من الكيماوي؟
تعتمد فعالية العلاج على نوع السرطان وحالة المريض. في بعض الأنواع، مثل سرطان الجلد (الميلانوما) وسرطان الرئة والمثانة، حقق العلاج المناعي نتائج أفضل واستجابة تدوم لفترة أطول.
فمثلًا، في حالات الميلانوما المتقدمة، ارتفعت نسبة الشفاء من أقل من 10% إلى 30–40%.
وفي سرطان الرئة، قد يطيل العلاج المناعي العمر إلى 30 شهرًا، مقارنة بـ14 شهرًا فقط مع العلاج الكيميائي.
لكن ليس كل أنواع السرطان تستجيب للعلاج المناعي، ونجاحه غالبًا يتوقف على طبيعة الورم.

ما أنواع العلاج المناعي للسرطان؟
تتنوع أنواع العلاج المناعي للسرطان، ويعتمد اختيار النوع المناسب على طبيعة الورم واستجابة الجسم، ومن أبرز هذه الأنواع:
مثبطات نقاط التفتيش المناعية (Checkpoint inhibitors):
تعمل على تعطيل بروتينات، مثل PD-1 وPD-L1 وCTLA-4، التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة السرطان، ما يسمح لجهاز المناعة بمهاجمة الورم بشكل أقوى.
العلاج بنقل الخلايا التائية (Adoptive cell therapy (T-cell transfer therapy)):
يُعزز من قدرة الخلايا التائية على محاربة السرطان، ويشمل أنواعًا مثل خلايا CAR-T وخلايا TIL (الخلايا الليمفاوية المتسللة للورم).
الأجسام المضادة أحادية النسيلة (Monoclonal antibodies):
بروتينات مُصنعة في المختبر ترتبط بالخلايا السرطانية وتساعد جهاز المناعة على التعرف عليها ومهاجمتها.
لقاحات السرطان (Cancer vaccines):
تحفز الجهاز المناعي للتعرف على مستضدات موجودة على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
العلاج الفيروسي المحلل للأورام (Oncolytic virus):
يستخدم فيروسات معدلة لإصابة الخلايا السرطانية وتدميرها، ما يُنشط استجابة مناعية ضد الورم.
السيتوكينات (Cytokines):
بروتينات، مثل الإنترلوكينات والإنترفيرونات تُستخدم لتحفيز وتنشيط الجهاز المناعي وتعزيز قدرته على مقاومة السرطان.
متى يُستخدم العلاج المناعي لعلاج السرطان؟
يُستخدم العلاج المناعي في علاج أنواع متعددة من السرطان، خاصةً الحالات التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي.
ومن أبرز السرطانات التي يُستخدم فيها:
- سرطان الجلد.
- سرطان الرئة.
- سرطان الكلى.
- سرطانات الرأس والرقبة.
- بعض أنواع سرطانات الدم، مثل: اللوكيميا.
- السرطانات المنتشرة في الجسم أو التي يصعب استئصالها جراحيًا.
ما هي نسبة نجاح العلاج المناعي للسرطان؟
تختلف معدلات الاستجابة للعلاج المناعي بحسب نوع السرطان ومرحلته، لكنها تتراوح عادةً بين 20% و50%.
وفي بعض الحالات المتقدمة، يُظهر نحو 30% إلى 40% من المرضى تحسنًا واضحًا، سواء بانكماش الورم أو بتحقق استجابة طويلة الأمد.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية أفضل مركز عيادات بجدة لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
ما هي علامات نجاح العلاج المناعي عند مرضى السرطان؟
يمكن ملاحظة نجاح العلاج المناعي للسرطان من خلال عدة مؤشرات طبية وسريرية، من أبرزها:
- انخفاض حجم الورم في الفحوص التصويرية، مثل: الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan).
- تحسن الأعراض العامة، مثل: قلة الألم أو الشعور بتعب أقل.
- استقرار أو انخفاض في مؤشرات الورم في تحاليل الدم.
- تغيرات في تعداد خلايا الدم تدل على تنشيط الجهاز المناعي.
- في بعض الحالات، قد يحدث تورم مؤقت في الورم (تُعرف بالتقدم الزائف) قبل أن يبدأ في الانكماش.
هل يوجد آثار جانبية للعلاج المناعي للسرطان؟
تختلف الآثار الجانبية للعلاج المناعي للسرطان من شخص لآخر، وتعتمد على نوع الدواء والحالة الصحية للمريض، لكنها عادةً تنقسم إلى شائعة وأقل شيوعًا:
الآثار الجانبية الشائعة للعلاج المناعي:
- طفح جلدي.
- حكة.
- احمرار.
- إرهاق.
- أعراض تشبه الإنفلونزا (مثل الحمى والقشعريرة وآلام العضلات).
- إسهال.
- غثيان.
- سعال.
- فقدان الشهية.
الآثار الجانبية الأقل شيوعًا:
- اضطرابات في عمل الغدد الصماء (مثل الغدة الدرقية أو الكظرية).
- مشكلات في التنفس.
- آلام في المفاصل.
- من المهم متابعة الأعراض مع الفريق الطبي لمعالجة أي مضاعفات مبكرًا.

تجربتي مع العلاج المناعي للسرطان
أنا أحمد، أبلغ من العمر 56 عامًا. قبل ثلاث سنوات، تلقيت خبرًا غيّر مجرى حياتي بالكامل: تم تشخيصي بسرطان الرئة. كانت صدمة كبيرة، وشعرت حينها وكأن الأرض قد انهارت من تحتي. بدأت رحلتي مع العلاج الكيميائي، لكنها كانت مرهقة للغاية. عانيت من تعب شديد وآثار جانبية مزعجة أثرت في جسدي ونفسيتي. بعد فترة، اقترح الطبيب تجربة العلاج المناعي كخيار بديل، خصوصًا وأن جسمي لم يعد يتحمل الكيماوي بنفس الكفاءة.
في البداية، لم أكن أعلم الكثير عن هذا النوع من العلاج، لكني قررت أن أمنح نفسي فرصة. ومع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تحسنًا تدريجيًا. لم يكن التحسن فقط في نتائج الفحوص والتحاليل، بل حتى شعوري العام أصبح أفضل. صحيح أنني شعرت ببعض الإرهاق وظهرت علي آثار طفح جلدي خفيف، لكن مقارنةً بالتجربة السابقة، كانت الأعراض أكثر احتمالًا.
اليوم، وبعد أشهر من المتابعة، أظهرت صور الأشعة تقلصًا واضحًا في حجم الورم. ورغم أن الطريق ما زال مستمرًا، أشعر بالامتنان لهذا العلاج الذي أعاد إليّ الأمل ومنحني فرصة جديدة للحياة.
كيف يساعد العلاج المناعي في تقوية جهاز المناعة؟
لا يهاجم العلاج المناعي السرطان بشكل مباشر، بل يعمل على تحفيز وتقوية جهاز المناعة الطبيعي في الجسم، ليتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية. ويتم ذلك من خلال ثلاث آليات رئيسية:
- إيقاف الإشارات المثبطة (نقاط التفتيش المناعية):
بعض الخلايا السرطانية تطلق إشارات معينة تُثبّط عمل جهاز المناعة وتجعله غير قادر على اكتشافها. العلاج المناعي يتدخل هنا ليوقف هذه الإشارات، ما "يحرر" الخلايا المناعية ويعيد قدرتها على التعرف على الورم ومهاجمته.
- تنشيط الخلايا التائية وخلايا مناعية أخرى:
الخلايا التائية تُعد من أهم أدوات الدفاع في الجهاز المناعي. العلاج المناعي يزيد من نشاطها وقوتها، بحيث تصبح أكثر قدرة على استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها. كما أنه يعزز دور أنواع أخرى من الخلايا المناعية لتشارك في الهجوم.
- تعليم جهاز المناعة التعرف على السرطان:
بعض أنواع العلاج المناعي تُدرب الجهاز المناعي على التعرف على علامات معينة (مستضدات) موجودة فقط على الخلايا السرطانية. وهذا يُكسب المناعة ما يُشبه "الذاكرة"، بحيث إذا ظهرت هذه الخلايا مرة أخرى في المستقبل، يتعرف عليها الجهاز المناعي بسرعة ويهاجمها فورًا، ما يقلل من احتمالية عودة المرض.
ما هي مدة العلاج المناعي وعدد الجلسات؟
تختلف مدة العلاج وعدد الجلسات من مريض لآخر، وتعتمد على نوع السرطان ونوع العلاج المستخدم، ومدى استجابة الجسم.
عادةً ما تُعطى الجلسات مرة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد يستمر العلاج لعدة أشهر سرختلف من مريض لآخر، فإن فعاليته أثبتت نفسها في عدة أنواع من السرطان. ومع استمرار التقدم الطبي، من المتوقع أن يتوسع استخدام هذا العلاج ليشمل المزيد من الحالات في المستقبل.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية أفضل مركز عيادات بجدة لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل يستخدم العلاج المناعي لسرطان الكبد؟
هل العلاج المناعي يسبب تساقط الشعر؟
مشاركة المقال